Pages

الأحد، 1 مايو 2016

ام البنين

ام البنين

اسمها
فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية
وقدكانت من أشرف وأشجع وأنهد بيوت العرب قاطبةً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته
فبعد انتقال الزهراء عليها السلام بفترةٍ طويلة

رغب الإمام علي في الزواج من امرأة ذات حسب رفيع ونسب منيع حتى تنجب فارسا يسند ريحانتي الرسول الحسن والحسين عليهما سلام الله

فطلب أمير المؤمنين عليه السلام
من أخيه سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام
أن يختارله امرأةً يتزوجها
لأن عقيلا كان
متبحرا بالأنساب
فقال له الإمام عليه السلام
أنظرلي امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارساً
فقال فورا ومن دون تردد:
تزوج فاطمة الكلابية
فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها)
وهذا دليل على شهرتها وسمو نسبها وبيتها الرفيع الباذخ في الشرف
فذهب عقيل رضوان الله عليه إلى بيت أبيها العظيم
وأقام عنده ثلاثة أيام ولم يسأل أبوها عقيلا عن شيء وذلك من كرم الضيافة وشيم العرب الرفيعة
وفي اليوم الرابع
سأله حزام بكل أدب وإجلال وتعظيم :
(هل لك من حاجة فتقضى أو ملمة فتمضى من مال أو رجال فنحن رهن إشارتكم)
فقال عقيل :
جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ
فقال حزام : وماهو يابن عم رسول الله
فرد عقيل: جئتك خاطباً
فقال حزام: من لمن؟؟
قال عقيل: أخطب ابنتك فاطمة إلى يعسوب الدين والحق واليقين
وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

طبعاحزام بن خالد لم يصدق !
على الرغم من إنه من أشرف بيوت العرب وأشجعها
فلماسمع حزام الكلام هش وبش
( فرح فرحا عظيما واستبشر)
وقال بخٍ بخٍ
بهذاالنسب الشريف والحسب المنيف والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله
بطل الإسلام
وقاسم الجنة والنار
فقال حزام
ولكن بيت أمير المؤمنين هو مهبط الوحي ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة
ومقامه رفيع
وابنتي قد تربت في البادية
وأخاف ألا ترقى إلى مقام أمير المؤمنين عليه السلام
فهي له خادمة
فقال عقيل بل زوجه
فاقترح حزام أن يكلمها ليختبرها وهل تصلح لمقام أمير المؤمنين عليه السلام
ذهب إلى ابنته الطاهرة
ليختبرها
فوجد أمها تمشط شعرها
وكانت تحكي لأمها عن رؤيا عظيمة رأتها
وقد أخذ أبوها يستمع لحديثهما !
ومختصر الرؤيا
أنهاحكت لأمها أنها كانت تتأمل في السماء
وقالت
كنت أتأمل في ملكوت الله وكيف رفع السماء بلا عمد وأنار الكواكب والنجوم
فسقط في حجري قمرٌ يتلألأ نوراً يغشى الأبصار
ثم تلاه ثلاثة نجوم زواهر

فقالت
فإذا بهاتف قد هتف بي وأسمع صوته ولاأراه
فهتف يقول:
بشراك فاطمة بالسادة الغرر
ثلاثة أنجم والزاهر القمر
أبوهم سيدٌ في الخلق قاطبة

ففرح أبوها فرحا عظيما
قال لها
قدصدقت رؤياك
وقال لأمها
جاء عقيل يخطب ابنتك لفلال الكتائب ومظهرالعجائب وسهم الله الصائب وفارس المشارق والمغارب
الإمام علي عليه السلام
فلم تتمالك أمها نفسها من الفرح !
وكان وقع البشارة عليها وعلى وأمها عظيما عظيما
وعندماسأل حزام زوجته
هل تصلح فاطمة ابنته زوجالأمير المؤمنين عليه السلام
فأخبرته أنهاربتها أعظم تربية على الخلق الإيماني الرفيع وجميع مكارم الأخلاق

فعندها سأله عقيل عن المهر
فقال حزام :
هي خادمة لأمير المؤمنين !
فقال عقيل :
بل زوجة
ومهرها على سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

فتم هذا الزواج المبارك العظيم والمقدس
وأنجبت له أربعة أسود
أعظمهم سيدنا العباس عليه السلام قمر بني هاشم وسقاء عطاشى كربلاء
وكان الإمام يناديها
بإسمها فاطمة
فقالت يوما
لي إليك حاجة
فقال: قولي ماعندك؟
فقالت
عندما تناديني بإسمي فإني أرى الإنكسار باديا على وجوه الحسن والحسين وزينب ويذكرون أمهم الزهراء عليها السلام
فأريدك أن تغير اسمي
فكان الإمام يدعوها أم البنين
وكانت تقدم أبناء الزهراء عليها السلام على أبنائها
وتداريهم أكثر من عيالها
لدرجة أنها تقدمهم في كل شيء
وعندما قرر سيدنا الحسين عليه السلام الذهاب إلى كربلاء
قدمت أولادها جميعا تحت أمر أبا عبدالله
ولم تستبقِ أحدا منهم!!!
وكانت توصيهم بالإستشهاد دون أخيهم...
وتوصيهم على الحسين عليه السلام
وتشدد عليهم بأن يحرصوا عليه
وعندما حدثت مجزرة كربلاء
برز الأسود الأبطال
وكانوا كما تنبأ بهم الإمام عليه السلام
يردون الكتائب وجيش الكفار عن أخيهم
رغم قلتهم وعطشهم

فصالوا صولات الأبطال
وجالوا في ميدان المعركة يكرون كر الفوارس الأشاوس
حتى استشهدوا واحدا تلو الآخر أمام أخيهم الحسين
وكان آخرهم العباس عليه السلام
الذي هجم على أربعة آلاف
وفرقهم من على النهر
وكانت أم المؤمنين
ترقب الأخبار في المدينة
صابرةً محتسبةً
وكان الحسين عليه السلام يشغلها أكثر من أولادها

وعندها قدم الناعي
بشر بن حذلم إلى المدينة
ينعى شهداء كربلاء
فتلقاه الناس
وجاءته أم البنين ملهوفة يكاد يتقطع قلبها على الحسين وأولادها
فسألت بشرا
مافعل ابني الحسين عليه السلام
فتفاجأ
كيف تقدمه على أبنائها
فأخبرها بإستشهاد ابنها جعفر
فردت
مافعل ابني الحسين
فلم يصدق!!!
وظن أنها تحت وقع الصدمة
فأخبرها بإستشهاد عبدالله !!!
فقالت مافعل ابني الحسين
فأخبرها بإستشهاد ابنها الثالث عثمان
فسألت عن الحسين عليه السلام مرةً أخرى
فأخبرها باستشهاد ابنها العباس عليه السلام
فاضطربت اضطرابا عظيماً
ولكنها ثبتت
وقالت له
قطعت نياط قلبي.
ماذا فعل ابني الحسين
أخبرني
فلماأخبرهابإستشهاد الإمام الحسين عليه السلام
انهارت تماما
وصرخت صرختها التي خلدها التاريخ
واحسيناه !
واحبيب قلباه !
وضجت المدينة بالبكاء ووالعويل على هذا المصاب الجلل العظيم الذي تتفطر منه السموات والأرض
بكت لبكاء هذه العظيمة الأرض والسماء والناس
والمدائن
وكانت ترثيهم وتبكي الشهداء
وقدتوفيت سنة٦٤هجرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق