Pages

السبت، 11 يونيو 2016

سعيد ابن قيس اليامي الهمداني

سيرة جدنا الهمداني سعيد ابن قيس اليامي قدس الله روحه الطاهره

سعيد بن قيس الهمداني ( رضوان الله عليه )

اسمه ونسبه :

سعيد بن قيس بن زيد .. بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، وهو من عِليَة هَمْدان وكبرائها ، ومن سلالة ملوكها ، وكان سيِّدُها المطاع .

سيرته :

كان سعيد بن قيس رجلاً صالحاً عابداً ، وهو – بالإضافة إلى ذلك – الرجل الشجاع المحارب الصامد ، الذي كان له باعٌ طويل وتجربة عميقة ناجحة في المعارك .
وقد بَرزَت قدراته العسكرية وملكاته القيادية في المواقع الحساسة وعند تسلمه للمسؤوليات التي اُنيطت به في معركتَي الجَمَل وصِفِّين ، وما بعدهما من المناورات التي كانت بين جيوش الإمام الحسن ( عليه السلام ) سبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجيوش معاوية .
وكان سعيد ( رضوان الله عليه ) من أعمدة القتال في تشكيلة الجيش العلَوي ، فكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يُخرج إلى القتال مَرَّةً الأشتر ، ومَرَّةً حُجْرَ بن عديٍّ ، ومَرَّةً سعيدَ بن قيس اليامي الهمداني ، ومَرَّةً قيس بن سعد بن عُبادة الأنصاري .
وكان سعيد يحرس الإمام ( عليه السلام ) حراسة نابهة ، ويحرص على حياته المباركة أشد الحرص ، ويتبعه اتِّباع الظل .
واللافت في شجاعة سعيد بن قيس أنها مقرونة بالذكاء والخطط الحربية والحنكة العسكرية ، فلم تكن مجرد طاقات بدنية عالية ، إنما كانت مُطَعَّمَةً بالتجربة الطويلة والخبرة العميقة .
كما كان ذا قدرة متفوقة في ضبط الجيش ، واتخاذ الموقف النسب في المكان والزمان المناسبين .
جهاده :

اشترك سعيد بن قيس في فتح نَهاوَند سنة ( 19 هـ ) ، وكان صاحب راية همدان في معركة الجمل ، وقد شارك أيضاً في عقر الجمل .
كما أنه كان من أَحَدِ الخمسة الذين أيَّدوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في المسير إلى الشام ( صفين ) ، وقد عُقد له اللواء على همدان .
وذهب هو وبشير الأنصاري رسولَين إلى معاوية إتماماً للحجة عليه قبل بدء القتال ، فقال له سعيد : والله يا ابن هند ! لتَغلِبنَّ سيوفُ صاحبِنا ما تودُّ أنَّ اُمَّك لم تلدك ، ولم تكن في العالمين ، ولما اشتد القتال اقترب سعيد من معاوية وكاد يقتله .
وقد أبطل خطة معاوية الذي بعث كتيبة بقيادة عبيد الله بن عمر بن الخطاب لتهاجم جيش الإمام علي ( عليه السلام ) من الخلف ، فحمل عليهم سعيد بن قيس وصدهم .
وتقدم سعيد في همدان أمام أصحاب الصفوف من جيش معاوية ، فقتل هو وجماعة بصفوفهم أكثر من ثلاثة آلاف فارس من قوات الشام في بقعة واحدة .
ثم حملوا على أصحاب معاوية حتى ألجأوهم إلى التلِّ ، ثمّ صعدت همدان في أثرهم فحدروهم من التلِّ وأخذت السيوف هامات الرجال .
ولاؤه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

يُعد سعيد بن قيس من الرجال الذين يُفتَخر بهم ويُشار إلى إيمانهم ومنزلتهم الاعتقادية والولائية .
ومهما أثنت كتب الرجال عليه فإن ثناء الإمام المعصوم ( عليه السلام ) يبقى هو الأسمى والأوثق .
فينقل لنا التاريخ أن عمرو بن الحُصَين السَّكوني عندما حاول اغتيال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بادَرَه سعيد بن قيس فقتله ، فانزعج معاوية ، وجمع جمعاً من القبائل وأمرهم بقتال هَمْدان خاصة .
فلما رآهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نادى : يا همدان ، فأجابوه : لبيك لبيك يا أمير المؤمنين ، وأبلَوا بلاءً حسَناً ، فيما توجه سعيد في رجال همدان حتى هزم تلك الجموع وألحقها بمعسكر معاوية .
فسُرَّ بذلك الإمام علي ( عليه السلام ) وأثنى على سعيد وهمدان قائلاً : يا آلَ همدان ، أنتم مِجَنِّي ودِرعي ، بكم أستَظهِر .
ولما أحسنت همْدان القتال في صِفِّين قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد أن جَمعَهم : يا معشرَ همدان ، أنتم دِرعي ورُمحي ، يا همدان ، ما نَصرتُم إلا الله ولا أجَبتُم غيرَه .
هنا قام سعيد بن قيس فقال :
أجَبنا اللهَ وأجَبناك ، ونصرنا نبيَّ الله ( صلى الله عليه وآله ) في قبره ، وقاتَلْنا معك مَن ليس مثلَك ، فارمِ بنا حيث أحببت .
ويُستشهد الإمام علي ( عليه السلام ) ويبقى سعيد بن قيس ثابتاً على عهد الولاية ، متمسكاً بحبل الإمامة ، فإذا جاء الإمام الحسن ( عليه السلام ) أمر عُبيدَ الله بن العباس أن يشاور في أموره قيس بن سعد وسعيدَ بن قيس ، فإذا أصيب عبيد الله في المعركة كان الأمير بعده قيس بن سعد ، وإن أصيب قيس هذا كان الأمير سعيد بن قيس .
أشعاره وخطبه :

جمع سعيد بن قيس فنوناً من البلاغة ، مغرِّداً بالشعر العلَوي ، ومترنِّماً ببدائع القصائد الإسلامية ، وصادعاً بروائع الخطب والكلمات .
ولكن النصوص القليلة التي وصلت إلينا عن سعيد لا تروي غليل المتعطِّش لشعره .
ولقد جاء في أدبه مفردات خاصة ، استفادها من النصوص القرآنية والنبوية الشريفة ، فجاءت كلمة ( الإمام ) و ( الوصي ) و ( المولى ) ، وتعابير كثيرة تحكي عمقه الاعتقادي وتَثبُّتَه على معالم الدين الحنيف .
كما أنه قد انسَابَ في أدب سعيد الفخر أمراً عفوياً ، إذ هو زعيم هَمْدان ، وهمدان قبيلة يحق لها أن تفخر بمواقفها الشامخة .
فكان يقول :
قلْ للوصيِّ أقبلَتْ قحطانُها

فادعُ بها تكفيكَها هَمْدانُها

                     همُ بَنوها وهُمُ إخوانُها

وشعره حماسي قتالي يهيج النخوة والغيرة ، ويثير القلوب إلى الجهاد والشهادة ، ونثره كذلك في الخطابة والرسالة .
فهو يكتب مثلاً إلى شُرَحبيل بن السِّمط الكندي الذي أغواه معاوية :
فلا تكن رأسَ الخطيئة ، ومفتاحَ البليَّة ، فإنِّي ما زلت لك ناصحاً ، وعليك مشفقاً .
وفاته:
كانت عام ٤٥ هجري قدس الله روحه الطاهره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق