Pages

الأربعاء، 8 يونيو 2016

النفس تبكي على الدنيا

سبب قول الإمام علي صلوات الله عليه لقصيدتة الشهيره النفس تبكي على الدنيا
جاء رجل الى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب سلام الله عليه وقال يا ابا الحسن لقد اشتريت دار فارجو ان تكتب عقد شرائها بيدك
نظر امير المؤمنين بعين الحكمه  فوجد الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه اقطار نفسها  
كتب بعد ماحمد الله وصلى على النبي اما بعد فقد اشترى ميت من ميت دار في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها اربعة حدود الحد الاول ينتهي الى الموت والحد الثاني ينتهي الى القبر والحد الثالث الى الحساب والرابع ينتهي اما الى الجنة او النار
فبكى الرجل بكاء شديد وعلم ان الامام اراد ان يكشف الحجب الكثيفه عن قلبه الغافل فقال يا امير المؤمنيين اشهد الله ورسوله وانت انني وقفته لسبيل وابن السبيل فقال له الامام 
ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــــها
فإن بناها بخير طاب مسكنُــــــــه *** وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ***ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا
أين الملـــــوك التي ِِِمتسلطنة***حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــدِِ بنـــــيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهــــــــا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـــــــها
لكل نفس وان كانت على وجــــــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــــــــــــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــــا ***والنفس تنشرها والموت يطويهـا
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا
والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنهـــــــا ***والصبر تاسعها واللين باقيهـــــــا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــــا ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيهـــــا
واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيهــــا
قصورها ذهب والمسك طينتهــــا***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل ***والخمريجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا
من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظلام الليل يحييها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق