سبب قول الإمام علي صلوات الله عليه لقصيدتة الشهيره النفس تبكي على الدنيا
جاء رجل الى امير المؤمنين علي ابن ابي طالب سلام الله عليه وقال يا ابا الحسن لقد اشتريت دار فارجو ان تكتب عقد شرائها بيدك
نظر امير المؤمنين بعين الحكمه فوجد الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه اقطار نفسها
كتب بعد ماحمد الله وصلى على النبي اما بعد فقد اشترى ميت من ميت دار في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها اربعة حدود الحد الاول ينتهي الى الموت والحد الثاني ينتهي الى القبر والحد الثالث الى الحساب والرابع ينتهي اما الى الجنة او النار
فبكى الرجل بكاء شديد وعلم ان الامام اراد ان يكشف الحجب الكثيفه عن قلبه الغافل فقال يا امير المؤمنيين اشهد الله ورسوله وانت انني وقفته لسبيل وابن السبيل فقال له الامام
ِالنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيهــــــا
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـــهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيـــــها
فإن بناها بخير طاب مسكنُــــــــه *** وإن بناها بشر خاب بانيـــــــــها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا ***ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــــــا
أين الملـــــوك التي ِِِمتسلطنة***حتى سقاها بكأس الموت ساقيـها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــدِِ بنـــــيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهــــــــا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيـــــــها
لكل نفس وان كانت على وجــــــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــــــــــــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهـــــا ***والنفس تنشرها والموت يطويهـا
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيهـــــــــــا
والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنهـــــــا ***والصبر تاسعها واللين باقيهـــــــا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـــــــا ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيهـــــا
واعمل لدارغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيهــــا
قصورها ذهب والمسك طينتهــــا***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيهـــــا
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عســـل ***والخمريجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيهـــــا
من يشتري الدارفي الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
Pages
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق