Pages

السبت، 24 سبتمبر 2016

دليل اثبات براءة الاسماعيليين الفاطميين من القرامطة

السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته
واسعد الله اوقاتكم بكل خير....

فيما يلي نص كتاب الامام الاسماعيلي الفاطمي المعز لدين الله عليه السلام الى القرمطي الحسن بن احمد الاعصم ،يتبرأ من فعله ويتهدده ،
وهو ما يؤكد بما لا يقطع مجالا للشك براءة الاسماعيليين الفاطميين من القرامطة ، ويفند تلك الاتهامات الكاذبة ومحاولات التضليل والتدليس التي يمارسها اعداء الدين عبر مر العصور والازمان بالصاق الاسماعيليين الفاطميين بالقرامطة وعدم التفريق بينهما كذبا وزورا.
وسنقوم بعون من الله سبحانه وتعالى باختيار مقتطفات من هذه الرسالة التي تحقق الغرض وخشية من التطويل:

بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله معد أبي تميم المعز لدين الله أمير المؤمنين إلى الحسن بن أحمد ،

بسم الله الرحمن الرحيم
رسوم النطقاء ، ومذاهب الأئمة والأنبياء ، ومسالك الرسل والأوصياء ، السالف والآنف على مر الدهور والأكوار وسالف الأزمان والأعصار عند قيامهم بأحكام الله وانتصابهم لأمر الله الابتداء بالإعذار والانتهاء بالإنذار قبل إنفاذ الأقدار، في أهل الشقاق والأصار لتكون الحجة على من خالف وعصى والعقوبة على من باين وغوى حسب ما قال الله جل وعز: " وما كُنَّا مُعَذِّبينَ حتَّى نَبْعَثَ رَسُولا " و " وإِنْ مِنْ أُمَّةِ إِلاَّ خَلاَ فيها نَذيرٌ ".
وقوله سبحانه: " قُلْ هَذِه سَبِيلي أَدْعُو إِلى اللّهِ عَلَى بَصِيرةٍ أَنا وَمَنْ اتَّبَعَني وسُبْحانَ اللّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكين " " فَإِنْ آمَنوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ به فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ في شِقَاق ".

أما بعد ،
فإنا نحمد الله بجميع محامده ، ونمجده بأحسن مماجده حمداً دائماً أبداً ، ومجداً عالياً سرمداً ،على سبوغ نعمائه ، وحسن بلائه ونبتغي إليه الوسيلة بالتوفيق والمعونة على طاعته ، والتسديد في نصرته ونستكفيه ممايلة الهوى ، والزيغ عن قصد الهدى، ونستزيد منه إتمام الصلوات ، وإفاضات البركات ، وطيب التحيات ، على أوليائه الماضين وخلفائه التالين منا ومن آبائنا الراشدين المهديين المنتخبين الذين قضوا بالحق وكانوا به يعدلون....
قال تعالى:
" قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ومَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا " ليذكر من يذكر وينذر من أبصر واعتبر.
وقال سبحانه وتعالى: " فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُم يَحْذَرُونَ ". ...
ألا تسمعون قول الله حيث يقول: " وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً في عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وقوله تقدست أسماؤه " ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "....
وقوله له العزة: " شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فيه كَبُرَ على المُشْرِكينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ "...
وقال سبحانه وتعالى: " إِنَّ في خَلْقِ السّموّاتِ والأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْل والنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِى الأَلْبَابِ "...
وقوله جل وعز: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في الآفَاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيْن لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ ".

وكتابنا هذا من فسطاط مصر وقد جئناها على قدر مقدور ووقت مذكور فلا نرفع قدماً ولا نضع قدماً إلا بعلم موضوع وحكم مجموع وأجل معلوم وأمر قد سبق وقضاء قد تحقق.
فلما دخلنا وقد قدر المرجفون من أهلها أن الرجفة تنالهم والصعقة تحل بهم تبادروا وتعادوا شاردين وجلوا عن الأهل والحريم والأولاد والرسوم وإنا لنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فلم أكشف لهم خبرا ولا قصصت لهم أثرا ولكني أمرت بالنداء وأذنت بالأمان لكل باد وحاضر ومنافق ومشاقق وعاص ومارق ومعاند ومسابق ومن أظهر صفحته وأبدى لي سوءته فاجتمع الموافق والمخالف والباين والمنافق فقابلت الولي بالإحسان والمسيء بالغفران حتى رجع الناد والشارد وتساوى الفريقان واتفق الجمعان وانبسط القطوب وزال الشحوب جريا على العادة بالإحسان والصفح والامتنان والرأفة والغفران فتكاثرت الخيرات وانتشرت البركات.

فأما أنت الغادر الخائن الناكث البائن عن هدى آبائه وأجداده المنسلخ عن دين أسلافه وأنداده والموقد لنار الفتنة والخارج عن الجماعة والسنة فلم أغفل أمرك ولا خفي عني خبرك ولا استتر دوني أثرك ....

فعرفنا على أي رأي أصلت وأي طريق سلكت ، أما كان لك بجدك أبي سعيد أسوة وبعمل أما نظرت في كتبهم وأخبارهم ولا قرأت وصاياهم وأشارهم أكنت غائبا عن ديارهم وما كان من آثارهم ألم تعلم أنهم كانوا عبادا لنا أولى بأس شديد وعزم سديد وأمر رشيد وفعل حميد يفيض إليهم موادنا وينشر عليهم بركاتنا حتى ظهروا على الأعمال ودان لهم كل أمير ووال ولقبوا بالسادة فسادوا منحةً منا واسما من أسمائنا فعلت أسماؤهم واستعلت هممهم واشتد عزمهم فسارت إليهم وفود الآفاق وامتدت نحوهم الأحداق وخضعت لهيبتهم الأعناق وخيف منهم الفساد والعناد ....

فيا أيها الناكث الحانث ما الذي أرداك وصدك أشيء شككت فيه أم أمر استربت به أم كنت خليا من الحكمة وخارجاً عن الكلمة فأزلك وصدك وعن السبيل ردك إن هي إلا فتنة لكم ومتاع إلى حين. وأيم لله لقد كان الأعلى لجدك والأرفع لقدرك والأفضل لمجدك والأوسع لوفدك والأنضر لعودك والأحسن لعذرك الكشف عن أحوال سلفك وإن خفيت عليك والقفو لآثارهم وإن عميت لديك لتجري على سننهم وتدخل فيرهم وتسلك في مذهبهم أخذاً بأمورهم في وقتهم وزيهم في عصرهم فتكون خلفاً قفا سلفاً بجد وعزم مؤتلف وأمر غير مختلف.

لكن غلب الران على قلبك والصدى على لبك فأزالك عن الهدى وأزاغك عن البصيرة " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوَنَ غَيَّا ".
ثم لم تقنع في انتكاسك وترديتك في ارتكاسك وارتباكك وانعكاسك من خلافك الآباء ومشيك القهقرى والنكوص على الأعقاب والتسمي بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان وعصيانك مولاك وجحدك ولاك حتى انقلبت على الأدبار وتحملت عظيم الأوزار لتقيم دعوةً قد درست ودولة قد طمست إنك لمن الغاوين وإنك لفي ضلال مبين...

فقد ضل عملك وخاب سعيك وطلع نحسك وغاب سعدك حين آثرت الحياة الدنيا على الآخرة ومال بك الهوى فأزالك عن الهدى فإن تكفر أنت ومن في الأرض جميعا فإن الله هو الغنى الحميد.

ثم لم يكفك ذلك مع بلائك وطول شقائك حتى جمعت أرجاسك وأنجاسك وحشدت أوباشك وأقلاسك وسرت قاصدا إلى دمشق وبها جعفر بن فلاح في فئة قليلة من كتامة وزويلة فتلته وقتلتهم جرأة على الله وردا لأمره واستبحت أموالهم وسبيت نساءهم وليس بينك وبينهم ترة ولا ثأر ولا حقد ولا أضرار فعل بني الأصفر والترك والخزر ثم سرت أمامك ولم ترجع وأقمت على كفرك ولم تقلع حتى أتيت الرملة وفيها سعادة بن حيان في زمرة قليلة وفرقة يسيرة فاعتزل عنك إلى يافا مستكفيا شرك وتاركا حربك فلم تزل ماكثا على نكثك باكرا وصابحا وغاديا ورائحا تقعد لهم بكل مقعد وتأخذ عليهم بكل مرصد وتقعدهم بكل مقصد كأنهم ترك وروم وخزر لا ينهك عن سفك الدماء دين ولا يردعك عهد ولا يقين قد استوعب من الردي حيزومك وانقسم على الشقاء خرطومك.

أما كان لك مذكر وفي بعض أفعالك مزدجر أو ما كان لك في كتاب الله عز وجل معتبر حيث يقول: " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداُ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيها وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً " فحسبك بها فعلة تلقاك يوم ورودك وحشرك حين لا مناص ولا لك من الله خلاص ولم تستقبلها وكيف تستقبلها وأنى لك مقيلها هيهات هيهات هلك الضالون وخسر هنالك المبطلون وقل النصير وزال العشير ومن بعد ذلك تماديك في غيك ومقامك في بغيك عداوة الله ولأوليائه وكفرا لهم وطغيانا وعمى وبهتانا.

أتراك تحسب أنك مخلد أم لأمر الله راد أم " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ".
هيهات لا خلود لمذكور ولا مرد لمقدور ولا طافىء لنور ولا مقر لمولود ولا قرار لموعود لقد خاب منك الأمل وحان لك الأجل فإن شئت فاستعد للتوبة بابا وللنقلة جلبابا فقد بلغ الكتاب أجله والوالي أمله وقد رفع الله قبضته عن أفواه حكمته ونطق من كان بالأمس صامتا ونهض من كان هناك خائفا ...

ونحن معرضون ثلاث خصال والرابعة أردى لك وأشقى لبالك وما أحسبك تحصل إلا عليها فاختر :
- إما قدت نفسك لجعفر بن فلاح وأتباعك بأنفس المستشهدين معه بدمشق والرملة من رجاله ورجال سعادة بن حيان ورد جميع ما كان لهم من رجال وكراع ومتاع إلى آخر حبة من عقال ناقة وخطام بعير وهي أسله ما يرد عليك .
- وإما أن تردهم أحياء في صورهم وأعيانهم وأموالهم وأحوالهم ولا سبيل لك إلى ذلك ولا اقتدار .
- وإما سرت ومن معك بغير زمام ولا أمان فأحكم فيك وفيهم بما حكمت وأجريك على إحدى ثلاث : " إما قصاص وإما منا بعد وإما فدى " فعسى أن يكون تمحيصا لذنوبك وإقالة لعشرتك.

وإن أبيت .. فما أنت إلا كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار فلا سماء تظلك ولا أرض تقلك ولا ليل يجنك ولا نهار يكنك ولا علم يسترك ولا فئة تنصرك قد تقطعت بكم الأسباب وأعجزكم الذهاب فأنتم كما قال الله عز وجل " مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إلَى هَؤُلاَءِ " فلا ملجأ لكم من الله يومئذ ولا منجى منه وجنود الله في طلبك قافية لا تزال ذو أحقاد وثوار أهجاد ورجال أنجاد فلا تجد في السماء مصعدا ولا في الأرض مقعدا ولا في البر ولا في البحر منهجا ولا في الجبال مسلكاً ولا إلى الهواء سلما ولا إلى مخلوق ملتجا.

حينئذ يفارقك أصحابك ويتخلى عنك أحبابك ويخذلك أترابك فتبقى وحيداً فريداً وخائفاً طريداً وهائماً شريداً قد ألجمك العرق وكظك القلق وأسلمتك ذنوبك وازدراك خزيك " كَلاَّ لاَ وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ " " هَذَا يَوْمَ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنَ لَهُمْ فَيَعْتّذِرُونَ " " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ".

واعلم أنا لسنا بممهليك ولا مهمليك إلا ريثما يرد كتابك ونقف على فحوى خطابك فانظر لنفسك يا شقي ليومك ومعادك قبل انغلاق باب التوبة وحلول وقت النوبة حينئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.

وإن كنت على ثقة من أمرك ومهل في أمر عصرك وعمرك فاستقر بمركزك وأربع على ضلعك فلينالنك ما نال من كان قبلك من عاد وثمود " وأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعِ كُلٌّ كّذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ " فلنأتينكم بجنود لا قبل لكم بها ولنخرجنكم منها أذلةً وأنتم صاغرون بأولى بأس شديد وعزم سديد أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين بقلوب نقية وأرواح تقية ونفوس أبية يقدمهم النصر ويشملهم الظفر تمدهم ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

فليتدبر من كان ذا تدبر وليتفكر من كان ذا تفكر وليحذر يوم القيامة من الحسرة والندامة " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَي عَلَى مَا فَرَّطتُ في جَنبِ اللّهِ " ويا حسرتنا على ما فرطنا ويا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل هيهات غلبت عليكم شقاوتكم وكنتم قوماً بوراً.
والسلام على من اتبع الهدى وسلم من عواقب الردى وانتمى إلى الملأ الأعلى وحسبنا الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا النبي الأمى والطيبين من عترته وسلم تسليماً.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وللاسف بعد كل هذا سوف يأتيك من تامره نفسه الامارة بالسوء واحقاده المذهبيه وعصبيته المقيته ويقول عن الاسماعيليين الفاطميين انهم قرامطه ويتهمهم ويلزمهم بافعالهم ..عنئذ لن يكون الرد الا بقوله تعالى سبحانه في محكم كتابه ( فَاصْبِرُوا حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنا وَ هُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ ) .
وصلى الله على محمد واله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق