الأحد، 25 سبتمبر 2016

غزوة قصر الثعابين للوصي (ص)
🐍🐍🐍 قصة الإمام أمير المؤمنين علي بن طالب (ص) في غزوة قصر الثعابين 🐍🐍🐍

بسم الله الرحمن الرحيم

روي أنه بينما كان الإمام أمير المؤمنين علي بن طالب (ص) جالساً بين أصحابه إذ دخل عليه جماعة من العرب فقالوا يا أبا الحسن يوجد قصر في أرضنا يقال له ( قصر الثعابين ) فيه ثعبان عظيم 🐍 قد منع الناس من المرور وعطّل أشغالهم بعد أن افترس منهم أناساً كثيرين ، فلما سمع الإمام ذلك قال للمقداد وخالد وقتادة سيروا إلى ( قصر الثعابين ) مع بعض الفرسان و اقضوا على الثعابين التي هناك ثم جهزهم الإمام وجعل المقدم عليهم خالد بن الوليد ، فساروا إلى أن وصلوا إلى قرب القصر فرأوا الدخان قد خرج من القصر وملأ الجو حتى وصل إليهم وكاد يعمي أبصارهم ، ثم خرج منه ثعبان عظيم 🐍 جفلت منه الخيل ثم ولت هاربة فردوا عنانها وعادوا في طريقهم إلى أن وصلوا إلى الإمام (ص) فلما رآهم قال ما وراءكم ؟ فإني أرى وجوهكم متغيرة ، فقال خالد : يا أمير المؤمنين عندما ظهر الثعبان جفلت الخيل وولت هاربة ولم يقدر أحدٌ منا أن يدنو من القصر ، فقال الإمام (ص) : لو كنت ذهبت معكم إلى القصر غير أني لا أحارب حتى يأذن لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم كتب كتاباً وقال لعمرو بن أمية الضميري أوصل هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال عمرو ادع لي أن يطوي الله لي الأرض ، فقال الإمام (ص) لك ذلك فهيئ نفسك و أسرع بالذهاب ، فمضى عمرو إلى خيمته و أخذ معه ما يحتاج في سفره ثم عاد إلى الإمام (ص) فأخذ منه الكتاب وسار إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلما سُمِعٓ من بُعد عسكر الإمام ، هبط الأمين جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال : السلام عليك يا محمد (ص) ، العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول إن ابن عمك (ص) قد أرسل إليك عمرو بن أمية يستأذنك في شخص من الجن في صورة ثعبان و قد شرَّد القبائل من حوله ولا يقدر أحد أن يقرب منه و معه خمسون ألف جني على صورة الوحوش والثعابين فأذن لابن عمك (ص) أن يسير إليهم بسيفه ذي الفقار ويتلو عليهم آيات تحرسه من شرورهم ، ثم عرج جبريل (ع) إلى السماء ، أما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل على زوجته أم سلمة وقف في محرابه يدعو للإمام (ص) أن ينصره الله على الجن في ( قصر الثعابين ) ، وبينما هو كذلك إذ دخل عليه عمرو وسلمه كتاب الإمام (ص) فدعا الحسن (ص) و قال له اقرأ لنا هذا ففتحه الحسن (ص) وإذا مكتوب فيه :

" بسم الله الرحمن الرحيم "

(( من علي بن أبي طالب إلى ابن عمه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أما بعد فإني أشرفت على قبيلة عامر بن الحجاج ودعوته إلى طاعة الله وطاعة رسوله فأبى فأخذت منه ومن أصحابه حق الله ورسوله ، وقد أُخبرت أن على تخوم أرضهم قصر يقال له ( قصر الثعابين ) و فيه ثعبان عظيم 🐍 لم يسمع السامعون بأعظم منه و قد قتل الناس ومنع الطريق فأرسلت إليه خالد بن الوليد والمقداد وجماعة من المسلمين فلم يستطيعوا أن يقربوا منه فأذن لي يا رسول الله أن أسير إليه وادعُ لي أن أنتصر عليه وأخلص الناس من شره والسلام عليكم و رحمة الله )) .

عند ذلك أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن (ص) أن يكتب لوالده (ص) كتاباً يقول فيه :

(( أما بعد فقد وصل كتابك وفهمت خطابك وقد أخبرني المولى تعالى بانتصارك على أعداء الله وهو يأمرك أن تسير إلى ( قصر الثعابين ) وتهجم عليهم وهم مردة من الشياطين وعددهم خمسون ألفاً في صورٍ مختلفة ، ففرق شملهم بتلاوة القرآن وازجرهم بالآيات المحرقة وخذ معك من أصحابك فئة تساعدك وإن الله سبحانه و تعالى وكلّ بكم ملائكته يكونون معكم ويساعدونكم على أعدائكم والله ناصركم والسلام عليكم )) .

ثم ناول إلى عمرو بن أمية فأخذه وقبله ودعا له النبي وعلى آله بقرب المسافة فجعل يجد السير إلى أن وصل إلى الإمام (ص) وناوله فأخذه منه وفتحه فإذا هو خط ولده الحسن (ص) فقرأه ثم قال : (( سمعاً وطاعةً لله ورسوله ص )) ، ثم أمر بإحضار عمار بن ياسر و الزبير بن العوام و قيس بن سعد و سعد بن عبادة و سعد بن زياد و خالد بن الوليد ، فلما حضروا قال لهم اركبوا خيلكم وتقلدوا سيوفكم ، ففعلوا ذلك ثم امتطى الإمام (ص) على فرساً شقراء كانت لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعقد على رأسه 🔴 راية حمراء 🔴 مكتوب عليها ( نصر من الله و فتح قريب ) وساروا إلى ( قصر الثعابين ) حتى قربوا منه ، فأمرهم الإمام (ص) بالنزول فنزلوا وجلس الإمام (ص) وجلس أصحابه حوله ، قال عمار بن ياسر بينما نحن جلوس لأخذ الراحة إذا بالنار تخرج من القصر وهي ترتفع وترمي بشررها فتحرق ما حولها وكان الجمر يتجه نحونا وقد اقتربت النار منا ولحقنا وهجها حتى سال منا العرق واشتد بنا الكرب والعطش وشردت الخيل منا فصاح بها الإمام (ص) أيتها الخيل ارجعي بإذن الله تعالى وأطيعي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فرجعت الخيل وهي تصهل حتى وقفت بين يديه ، فقال : اركبوا خيولكم ولا تخافوا من نار الجان ومن شرورهم وقبائحهم فإنها سوف تتلاشى بإذن الله بفضل آياته العظيمة ، وفجأة خرج من القصر دخان كثير اسود ملأ منه الأفق وضاقت منه الأنفاس فلم ينظر الإنسان منا صاحبه فثبتنا في مكاننا والإمام (ص) يتلو آيات من كتاب الله حتى انجلى الدخان وظهر القصر للعيان فكان الإمام (ص) يفكر كيف يقتحم النيران و يدخل القصر وينتصر على مردة الجن ، ثم قال للزبير بن العوام كن عن يميني وقال لقيس كن عن شمالي ، ثم قال لأصحابه أستعدوا للجهاد يرحمكم الله وأكثروا من التكبير وتلاوة الآيات واتبعوني وكان سيفه ذو الفقار بيمينه و درقته بشماله وهو كأنه الأسد ، ثم صاح صيحةً عظيمةً ارتج البرّ منها وخرج على أثرها عفريت من الجان يخرج النار من شدقيه و صاح بنا صيحةً هائلةً فأجابته أصوات مختلفة اللغات واللهجات من كل جانب وهجموا علينا يريدون أن يحرقونا بنيرانهم فقرأ الإمام (ص) :
(( بسم الله الرحمن الرحيم رب طه و ياسين إني أزجركم بسورة الصافات وتبارك والأعراف وبالذي لا إله إلا هو خالق الليل و النهار )) ، قال عمار وبدأت الأحجار وشرر النار تتساقط علينا والإمام (ص) يردها عنا وعن نفسه وقد خاف علينا وقال اثبتوا في مواقعكم فإني سأقابلهم وحدي ، فإن سلمت فذلك من فضل الله و إن دنت الوفاة فبلغوا سلامي للحبيب المصطفى (ص) ولفاطمة الزهراء (ص) ولولدينا الحسن (ص) والحسين (ص) ، فقال له أصحابه :  نحن نفديك بأنفسنا يا أمير المؤمنين (ص) ،،،،، أرواحنا بين يديك ، فقال اثبتوا في مواقعكم ولا تغادروها فإنها محفوظة ومحروسة بإذن الله ، ثم وثب الإمام (ص) متخطياً النيران بشجاعة إلى أن بلغ القصر وسمعناه يقول :
(( إلهي وسيدي ومولاي أنت تعلم أن جهادي في رضاك وطاعتك فانصرني على أعدائك )) ، فرفع المسلمون أيديهم إلى الله مبتهلين إليه بالنصر وقالوا آمين ونادى ،،، قال عمار للإمام علي (ص) أنت تعلم محبتك في قلوبنا وإني والله لا أحب الحياة بعدك فأذن لي أن أكون معك فقال الإمام (ص) على الرحب يا عمار ولكن بشرط ألا تجذب سيفاً ولا تضرب به ، فإذا أهمك أمر فأكثر من الصلاة على محمد وعلى آله عليهم الصلاة والسلام ، قال : عمار فلما قربنا من الباب شعرت أن الأرض تهتز تحت أقدامنا ثم خرج علينا لسان من النار أصابتني شعلة منها فأطفأها الإمام علي (ص) ولو لم يطفئها لأحرقتني ، ثم قال : يا عمار ارجع إلى أصحابك خير لك ، فقلت كيف أجتاز النار وأصل إلى أصحابنا سالماً ، فقال : أنا أصدها عنك ثم رفع جحفته في وجهه وهو يقول : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) ، فوثبت أتخطى النار حتى لحقت أصحابي فغشي علي فسقطت على وجهي ، فلما أفقت من غشيتي وهدأت من روعي ، قلت : ما فعل الإمام (ص) ، فقال المقداد : كان الإمام (ص) يجتاز النار والأحجار تسقط عليه وهو كأنه الأسد غير هياب من شيء وكان ذو الفقار في كفه مثل الرعد القاصف يضرب به الجن فترتجف قلوبهم من هول ضربته ، ثم اختفى الإمام (ص) عنا فلم نعد نراه أو نسمع صوته فرفعنا أيدينا إلى الله قائلين :
( اللهم لا تفجع به قلب نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبنته فاطمة (ص) والحسن (ص) والحسين (ص) ، ثم تكاثف الدخان وانتشر إلى وجه الأرض حتى لم نعد نرى أنفسنا ، فقال الزبير : علينا أن ندخل القصر و نحارب مع الإمام (ص) ونفديه بأرواحنا ، فسرنا إلى القصر فخرج علينا ثعبان هائل المنظر 🐍 له دوي كدوي الرعد فخفنا منه وهربنا من بين يديه فلحقنا وسلط علينا ألسنة النيران فاحترقت قوائم خيلنا وكدنا نحترق لو لم نسرع وننجُ بأرواحنا ، فبينما نحن كذلك سمعنا صوتاً من الجبل يقول أدركوا صاحبكم وخلصوه من الموت فعرفنا أنه صوت إبليس اللعين .

👈 قال أنس بن مالك بينما كانت فاطمة الزهراء (ص) نائمة كشف الله عن بصرها فرأت القصر وأهواله ورأت الإمام (ص) وقد أحاطت به الجن من كل جانب يقذفونه بالأحجار ويصلونه بألسنة النيران فانتبهت مذعورة خائفة وصاحت ،،، اذهبي يا فضة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقولي له أدرك ابنتك فاطمة قبل أن تفارق الحياة ، فخرجت فضة إلى النبي (ص) وقالت له : أدرك فاطمة ، فوثب وهو يقول : ما شأنها هل أفزعها أحد أو أخافها ودخل على فاطمة (ص) فرآها قد بللت ثيابها بدموعها ، فلما رأته قالت له : كن لعلي (ص) ناصراً ومعيناً ، فقال لها : ما الذي يبكيك يا حبيبة أبيك ، فقالت لقد كشف الله عن بصري فرأيت علياً (ص) وقد دارت به مردة الجن والشياطين وبيده ذو الفقار وهو في جهد جهيد وكرب شديد وأصحابه بعيدون عنه وهو يجاهد وحده ويلقى الأهوال وكأنه يقول : يا فاطمة قولي لأبيك أن يلحقني ويساعدني فإني في هول عظيم وكرب عظيم فأدرك علياً وارحم ولديه الحسن والحسين وابنتك فاطمة ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يا فاطمة إني منتظر نزول الوحي من السماء ، وقد بكى الحسن والحسين وقالا لجدهما خذنا لأبينا حتى نراه ونفديه بأرواحنا ، وما أتما كلامهما حتى هبط جبريل عليه السلام و هو يقول :

(( يا محمد (ص) ،،، العلي الأعلى يقرئك السلام و يقول آمن فاطمة (ص) فإني مؤيد علياً (ص) وناصره بملائكتي المقربين ومرجعه لها سالماً غانماً )) ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
(( اللهم انصر علياً (ص) واكشف لي عن بصري حتى أراه )) ، فكشف الله عن بصره فرأى علياً (ص) وقد أحاطت به الجن والشياطين وهو يضرب بهم يميناً وشمالاً ، وإذا بثعبان كبير 🐍 يهجم على علي (ص) يريد أن يبتلعه فصاح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،،، يا علي الثعبان الكبير 🐍 على يمينك فسمع الإمام (ص) صوت النبي (ص) بقدرة الله سبحان وتعالى ، ثم صاح صيحةً اهتز لها البر وذهل لها الثعبان وقد لمع ذو الفقار كالبرق الخاطف مع صيحة الإمام (ص) وهوى على الثعبان فقطعه نصفين فخمدت بموته النيران وانقطع الدخان وظهرت الجن بصور شتى والإمام (ص) يحاربهم بسيفه البتار ، ولما تم النصر للإمام علي (ص) على الجان ، صاحوا ارفع عنا سيفك أيها الإمام ، فقال الإمام (ص) : لن أرفعه عنكم حتى تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ففرح الإمام (ص) بإسلامهم فرفع عنهم السيف ، فسُرّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسلامة علي (ص) وبإسلام الجن على يده وقد خرج الإمام (ص) إلى أصحابه يبشرهم بالانتصار العظيم على الجان وعلى الثعبان الهائل 🐍 ، ثم ركب هو وأصحابه وذهبوا في طريق المدينة وراية النصر والفخر ترفرف فوق رؤوسهم ، ولما وصلوا إلى المدينة خرج الناس جميعاً إلى استقبالهم في مقدمتهم الحسن والحسين فاحتضنهما الإمام (ص) يقبلهما ويقبلان يده الكريمة ويفرحان بعودته سالماً .


هناك 3 تعليقات:

أخر الأخبار




بحث هذه المدونة الإلكترونية

آخر المواضيع